الدعوة إلى الإسلام سرَّا
الدعوة إلى الإسلام سرَّا
أمر الله سبحانه وتعالى النبي محمد صلى الله عليه وسلم دعوة الناس إلى الإسلام ولكنه أمره أن يقوم بدعوتهم بالبداية سرا ويبدأ بأقرب الناس إليه الذين يثق بهم اشد الثقة ليكونوا له عونا في المستقبل .
أول من آمن معه من النساء والرجال هي السيدة خديجة رضي الله عنها ، ثم آمن به علي ابن عمه أبو طالب وكان لا يزال عمره عشرة أعوام .
ثم آمن به صديقه أبو بكر وهو أول من آمن من الرجال وكان أبو بكر له فضل في نشر الدين الإسلامي واسلم على يديه عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وغيرهم ...
وطريقة الصلاة في ذلك الوقت لم تفرض بالطريقة التي نعرفها ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالصحابة رضي الله عنهم الذين أسلموا سرًّا ركعتين وذلك قبل طلوع الشمس و قبل الغروب ركعتين ، وكانوا يصلون في مكان بعيد عن الكفار وأعينهم وفي أحد الأيام بينما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي بالصحابة في أحد شعاب مكة ، جاء إليهم أبو طالب عم النبي والذي لم يؤمن بدعوته ، وعندما رآهم يصلون، سأله ما هذا الذي تفعلونه وما هذا الدين الجديد، فأخبره الرسول صلى الله عليه وسلم عنه لأنه كان يثق به وكان يأمل بأن يدخل إلى الإسلام، ولكن أبا طالب امتنع عن ترك دينه الذي هو دين آباءه وأجداده ولكنه طمأن النبي محمد وتعهده بحمايته من الذين سيقفون في وجهه ويريدون إيذائه، وأوصى عليا أن يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستمر الرسول محمد عليه الصلاة والسلام بدعوة قومه سرَّا، حتى ازداد عدد المسلمين ، وازداد الإيمان في قلوبهم بما ينزله الله عليهم من القرآن الكريم، وظلوا على هذه الحال ثلاث سنوات بأكملها...