أخبار الموقع

الدعوة إلى الإسلام جهراً




الدعوة إلى الإسلام جهراً




استمرت الدعوة سرا ما يقارب الثلاث سنوات ، بعدها نزل أمر من الله عز وجل إلى سيدنا محمد أن يقوم بجهر الدعوة وأمره أن يبدأ بعشيرته وأهله ، فنادى صلى الله عليه وسلم مناديا قومه وعشيرته وقال لهم : "يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد شمس أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار ، يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار يا فاطمة أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئاً غير أن لكم رحماً سأبلها ببلالها " .

لم يجد كفار قريش أي وسيلة لمنع محمد من نشر دينه فبدؤوا من المفاوضات مرحلة جديدة ، ذهبوا إلى أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم، وقالوا له: يا أبا طالب، إن ابن أخيك قد سبَّ آلهتنا، وعاب ديننا، وسفه أحلامنا، وضلل آباءنا، فإما أن تكفه عنا، وإما أن تخلى بيننا وبينه. ولكن أبو طالب لم ينصت لهم ورد عليهم ردا رقيقا ، فانصرفوا من عنده .
استمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوة الناس إلى دين الله ، فذهب الكفار مرة أخرى إلى أبي طالب، فقالوا له: يا أبا طالب، إن لك منزلة رفيعة عندنا ، وإنا قد طلبنا منك أن توقف ابن أخيك فلم توقفه ، وإنا والله لا نصبر على شتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وعيب آلهتنا، حتى تنهه عنا، أو ننازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين.
وأرسل أبو طالب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما حضر عنده قال له: يا ابن أخي! إن قومنا جاؤوا عندي وقالوا كذا وكذا فأَبقِ علىَّ وعلى نفسك، ولا تُحملني ما لا أطيق أنا ولا أنت، فانه عن قومك ما يكرهون من قولك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمه: (والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري، ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته) فقال أبو طالب: امضِ على أمرك وافعل ما شئت، فوالله! لا أسلمك لأحد أبدًا.

لم يستطع المشركون أن ينهوا الدعوة للإسلام، ولم يستطيعوا أن يغروا الرسول صلى الله عليه وسلم بالمال أو بالجاه، و خاب أملهم في عمه أبي طالب.



اقترب موسم الحج ، والعرب سوف يأتون من كل مكان، وقد سمعوا بمحمد ودعوته، وسوف يستمعون إليه ولربما آمنوا به ، خاف وقلق الكفار في مكة، وفكروا في قول واحد يتفقون عليه ويقولونه عن محمد حتى يصرفوا العرب عنه، فالتفوا حول أكبرهم سنا الوليد بن المغيرة ؛ فقال أحدهم: نقول إن محمدًا كاهن، فقال الوليد: والله ما هو بكاهن، فلقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكاهن ، فقالوا: نقول إن محمدًا مجنون، فقال لهم: ما هو بمجنون لقد رأينا الجنون وعرفناه، ففكروا كثيرا ثم فقالوا: نقول إن محمدًا شاعر، فقال لهم: ما هو بشاعر لقد عرفنا الشعر فما هو بالشعر، فقالوا: نقول ساحر، فقال لهم: ما هو بساحر، لقد رأينا السحرة وسحرهم وما هو منهم. فقالوا للوليد بن المغيرة: ماذا تقول ؟ فأقسم لهم أن كلام محمد هو أطيب الكلام وأطيبه ، وما هم بقائلين من هذا شيئًا إلا عُرف أنه تلفيق وكذب ، وإن أقرب القول فيه أن تقولوا: إن محمدًا عبارة عن ساحر يفرق بين المرء وأخيه و الرجل وزوجته وبين الرجل وأبيه، فوافق الكفار على رأيه وانتشروا في موسم الحج يرددون هذه الافتراءات والأكاذيب بين الناس، حتى يصدوهم عن دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم.