حياة العرب قبل الإسلام ..
حياة العرب قبل الإسلام
تخيل نفسك تعبد تمثالا وصنما ، وتسجد له ... مع أنه لا يضر ولا ينفع !!
هكذا كان حال العرب وخاصة في شبه الجزيرة العربية قبل مجيء الإسلام بل وأكثر من ذلك، تخيل أنهم كانوا يصنعون من العجوة صنما ، ويسجدون له ..ويسألونه أن يحجب عنهم الشر ويجلب لهم الخير والمضحك بالأمر أنهم إذا شعروا بالجوع أكلوا آلهتهم ، ثم يشربوا الخمر حتى يفقدوا وعيهم ... نعم انه الجهل والبعد عن الفطرة والمنطق اللذان خلقنا الله عليهما .
وهذا كله لا شيء أمام ما كانوا يفعلونه حول الكعبة ، لقد كانوا يطوفون وهم مجردين من ملابسهم حول الكعبة دون حياء , ويصفرون ويصفقون ويصرخون ويصيحون بلا نظام ...
حياتهم الاجتماعية فلقد كانت حدث ولا حرج حيث كانت الحروب تقوم بينهم لأتفه الأسباب وتستمر طويلا ولا تنتهي حتى يموت الرجال ، وكانت تنتشر بكثرة عادات شرب الخمر والزنا وقطع الطرق وغيرها الكثير ...
أما بالنسبة للمرأة فقد كانت مهانة ذليلة ، كانت في اعتقاداتهم عبارة عن عار كبير عليهم ويجب أن بتخلصوا منها ، وكان يصل بهم الأمر إلى أن يدفنوها وهي حية .
فهذا رجل يحمل طفلته البريئة التي لم تفعل أي ذنب او مصيبة سوا قدومها إلى هذه الدنيا الظالمة ويسير بها إلى الصحراء فوق الرمال الحارقة ، ويحفر حفرة ثم يضع ابنته فيها وهي لا تزال حية، ولا تستطيع الطفلة البريئة أن تدافع عن نفسها؛ بل تناديه: أبتاه .. أبتاه .. فلا يرحم براءتها ولا ضعفها، ولا يستجيب لندائها وبكائها .. بل يهيل عليها الرمال، ثم يمشي بعد ذلك رافعًا رأسه كأنه لم يفعل شيئًا!! لا نريد أن نعمم ذلك على جميع القبائل فقد كانت بعض القبائل تمنع هذه الجريمة .
وكان الظلم ينتشر في المجتمع بشكل يفوق الخيال ؛ فالقوي لا يرحم الضعيف، والغني لا يعطف على الفقير، بل يجعله لخدمته، وإن أقرضه مالا؛ فإنه يقرضه بالربا ، وكانت القبائل متفرقة، لكل قبيلة رئيس، ومع كل هذا الجهل والظلام في ذلك العصر المسمى بالعصر الجاهلي، فقد كانت هناك بعض الصفات الطيبة والنبيلة مثل إكرام الضيف، فإذا جاء ضيف على أحدهم بذل له كل ما عنده، ولم يبخل عليه بشيء، كما فعل حاتم الطائي عندما لم يجد ما يطعم به ضيوفه؛ فذبح فرسه -وقد كانوا يأكلون لحم الخيل- وأطعمهم قبل أن يأكل هو.
وفي هذا المجتمع المسكين المريض ولد محمد صلى الله عليه وسلم من أسرة كريمة المعدن، نبيلة النسب، جمعت ما في العرب من فضائل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نفسه: (إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة واصطفي من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم) صدق رسول الله.