أخبار الموقع

قصة نزول الوحي على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

قصة نزول الوحي على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

موسوعة التعليم الناجح


كبر النبي صلى الله عليه وسلم وزاد تفكره وتأمله بخلق الله عز وجل فلقد كان النبي يذهب إلى غار حراء ويجلس فيه أيام وليالي وحده يفكر ويتأمل بعيدا عن الناس , يذهب إلى مكة ليتزود بالطعام ثم يعود إلى ذلك الغار، ظل مدة لا يرى رؤيا إلا وتحققت كما رآها، وبدأت تحدث له أمور غريبة لا تحدث لأي إنسان آخر، حيث كان في مكة حَجَر كلما كان النبي محمد عليه السلام يمر بالقرب منه كان يسلم عليه.

وفي أحد الأيام وكالعادة كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس في الغار، فجأة إذا بجبريل -عليه السلام- ينزل عليه وكان على صورة رجل ويقول للنبي: اقرأ. وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف الكتابة ولا القراءة ، فخاف وارتعب ، وقال للرجل: ما أنا بقارئ. وإذا بجبريل -عليه السلام- يضم النبي صلى الله عليه وسلم إليه بشدة، ثم يتركه ويقول له: اقرأ. فقال محمد: ما أنا بقارئ. وتكرر ذلك مرة أخرى ، فقال جبريل: {اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق . اقرأ وربك الأكرم} . فكانت هذه الآيات هي أولى الآيات التي نزلت على رسول الله من القران الكريم في شهر رمضان و وكان عمره أربعون عاما حينها .


عاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى بيته مسرعًا فزعا ، ثم رقد في فراشه وهو يرتعش، وطلب من زوجته أن تغطيه قائلا: (زملونى، زملوني) وحكى لها ما رآه وحصل معه في الغار، فطمأنته السيدة خديجة، وقالت له (بما معناه ): إن الله لن يخزيك أبدا ، إنك لتصل الأرحام وتحمل الضعيف وتُكسب المعدوم...، فلما استمع النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما قالته السيدة خديجة، ، زال عنه الخوف واطمأن قلبه ، وبدأ يفكر فيما حدث ...

ورقة بن نوفل :
وكان للسيدة خديجة بنت خويلد ابن عم، اسمه (ورقة بن نوفل) وكان ورقة على معرفة وعلم بالديانة المسيحية فذهبت إليه ومعها زوجها (محمد عليه السلام )؛ ليسألاه ويستفسران عما حدث معه في غار حراء ، فقالت خديجة بنت خويلد لورقة: يا ابن عم اسمع من ابن أخيك، فقال ورقة: يابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بالذي حدث في غار حراء وقصته مع الرجل (جبريل عليه السلام )، فلما سمعه ورقة قال: هذا الناموس الذي كان ينزل على النبي موسى، ثم أخبره (ورقة) أنه يتمنى أن يعيش حتى ينصره، ويكون بجانبه عندما يعاده ويحاربه قومه، ويُخرجونه من مكة، فلما سمع الرسول صلى الله عليه وسلم ما قال تعجب وسأله قائلا: أو مُخرجيَّ هم؟ فقال له: نعم، لم يأتِ أحد بمثل ما جئت به إلا عُودِيَ.

رجوع الوحي :
وبعد فترة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يمشي فسمع صوتا من السماء عندها رفع وجهه إلى السماء، رأى الملك الذي جاءه في غار حراء جالسًا على كرسي بين الأرض والسماء ، فخاف وارتعب الرسول صلى الله عليه وسلم من شدة وهول المنظر، وأسرع إلى بيته، وطلب من زوجته خديجة أن تغطيه، قائلا: دثروني . دثروني، وإذا بجبريل يتلوا الآيات التي وجهها الله إليه : {يا أيها المدثر . قم فأنذر . وربك فكبر . وثيابك فطهر . والرجز فاهجر} ، وفي هذه الآيات تكليف من الله سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يدعو الناس ...