ما هو دور الأب في تربية الأبناء
ما هو دور الأب في تربية الأبناء
الكثير من الناس يعتقدون أن دور الأم أكثر أهمية من دور الأب في حياة أطفالهم ، بينما الواقع يؤكد أن دور الأب يحمل الأهمية نفسها؛كما إن أصول التنشئة السليمة تقتضي وجود الأب والأم أثناء تطوُّر الطفل ونموه، فالطفل في صغره لا يعرف ولا يميز بين الخير والشر، والصواب والخطأ، ، فإن لم يجد هذه السلطة الموجِّهة الضابطة لتصرفاته، فإنه ينشأ قلِقًا حائرًا ضعيف الإرادة والشخصية..
أسباب غياب الأب عن الأسرة؟
للأب أسباب كثيرة لغيابه عن الأسرة منها إجباري وحتمي كالموت ومنا قد يكون عمدا لكثير من الأسباب من أهمها :
- طبيعة العمل الذي يمارسه قد يجبره أحيانًا لقضاء بعض الوقت في مدينة أخرى أو العيش فيها لفترات طويلة بعيدًا عن أسرته.
- كثرة المشاغل، فقد يعمل الأب في نفس المدينة ولكن لكثرة مشاغله لا يوجد مع أسرته إلا في أوقات النوم فقط غافلاً عن حياته الأسرية وأبنائه.
- كثرة الخلافات الزوجية، والجو المليء بالتوتر بين الزوجين، والتي تدفع الأب للبقاء طويلاً خارج المنزل لتجنب الصدام مع الأم.
- اللامبالاة والاستهتار بمسئولية تربية الأبناء، وعدم إدراك الأب لأهمية دوره التربوي في حياة أبنائه، وعدم إدراكه للعواقب الوخيمة لهذا التساهل.
ومهما يكن من أمر فإن غياب الأب يمهد الأجواء لظهور اضطرابات عديدة، وفقدان الأم السيطرة على زمام أمور الأطفال مما سيدفعهم إلى مستقبل مجهول، ويستوضح هذا الدور عند غياب الأب بحيث يصبح الطفل خارجًا عن السيطرة.
أهمية وجود الأب:
إن وجود الأب عند أبنائه يدعم ويعزز صورة الأسرة السليمة، ويشير إلى السلطة والمسئولية والأمان والاستقرار، ويحافظ على الانضباط والنظام داخل الأسرة، وهذا يكمل دور الأم الذي يتميز بإغداق المحبة والحنان.
ويحتاج الطفل إلى وجود أبيه بجانبه دائما بعقله وجسده وروحه ويعطيه هذا الوجود الاستقرار النفسي والقوة ويزيد من القيم الأخلاقية عنده؛ إذ يعلم الطفل أن أباه على علم بجميع المبادئ والقواعد، ونراه في الغالب يدافع عنه، ويفتخر به، ويشعر بالاستقرار إلى جانبه. ودائما يحتل الأب بجدارة مركز الأول في القدوة العملية الملقِّنَة للقيم في حياة الطفل. الجميع يعلم أن حنان الأب يجنب الطفل الشعور بالقلق والرهبة، ويزيد من إحساسه بالثقة بالنفس وتقدير الذات ويحد من شعوره بالعدائية، ومن خلال الإرشاد الأبوي القائم على النصح وتصحيح الأخطاء يتكوَّن الضمير والمثال الأعلى للطفل.
كما أن غياب الأب عن أسرته يقلل من نفوذه؛و يخلق إحساسا عند الأولاد بأنه لا داعي لأن يلتزموا بقوانين الأسرة من أوامر ونواهي ، وعندها سوف يلجأ الطفل إلى الانسياق بعيدا عن الضوابط الأخلاقية ويزداد ميله إلى نظرائه في السن وينعدم الاتزان في عملية التربية.
