أخبار الموقع

الذكرى النبوية الشريفة



الذكرى النبوية الشريفة


موسوعة التعليم الناجح


كانت الدنيا قبل ميلاد محمد صلى الله عليه وسلم تتخبط في ظلمات حالكة حيث عمت الفوضى، فلا عقيدة ولا خلق، فريق يعبد النار ثم يسجد لها، وفريق يقدس الحجارة والنجوم والكواكب، حتى ضل الجميع عن الصواب وجانبوا ألفطره الصافية واتبعوا الهوا وظلت الدنيا هكذا سفينة حائرة في ليل حالك، وبينما الكون غارق في ظلمته إذ بزغت شمس محمد صلى الله عليه وسلم تضيء في ظلمات الأيام لتعالج الشرك بتوحيد، والضلال بالهدى، وتنير السبيل بعدما التبس الحق بالباطل وأراد الله سبحانه وتعالى لليل أن ينجلي والنور أن ينتشر وللحق أن يعلو والباطل أن يزهق والعدل أن يعم فأمر الله محمد صلى الله عليه وسلم أن يدعو الناس إلى التوحيد ويدلهم إلى الحق.


نشأة النبي صلى الله عليه وسلم
مات عبد الله والد المصطفى عليه الصلاة والسلام قبل أن يولد محمد صلى الله عليه وسلم وماتت أمه آمنه بعد ولادته بقليل، ومات جده عبد المطلب قبل أن يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم السادسة، ترى هل حدث كل ذالك صدفة أم أنه بتدبير من الخالق جل شأنه؟ إن من أهم أسس الإيمان التسليم بالقضاء والقدر والإيمان بأن ما يحدث في ملك الله لا يقع إلا بأذنه ومشيئته وعليه فلا يمكن أن يقع في ملك الله شي بالصدفة، وعلى ذلك فإن وفاة عبد الله، وآمنه، وعبد المطلب لا بد وأن يكون لحكمة أرادها المولى عز وجل ألا وهي استخلاص محمد صلى الله عليه وسلم وتربيته بطريقة سماوية" لا نظير لها وهذا ما شهد به الله سبحانه وتعالى لرسوله الكريم" وإنك لعلى خلق عظيم". وأن يقرر الله سبحانه وتعالى الحكمة التي استخلصت من أجلها الرسول صلى الله عليه وسلم لنفسه والطريقة التي شاء المولى أن يتم بها هذا الاستخلاص وهي اليتم قال تعالى:"ألم يجدك يتيما فآوى".وعلى ذلك فإن نشأة المصطفى عليه الصلاة والسلام جديرة بالتأمل والنظر واستخلاص العبر.